ما هي المحافظ الاستثمارية؟

يمكن تعريف المحافظ الاستثماريّة Investment Portfolio بأنَّها تملك الأسهم أو السندات والأصول الماليّة الأخرى التي يتوقع من الأشخاص الذين يساهمون فيها تحقيق عائد مجزي ينتظرون منه نموًّا مناسبًا في القيمة لهذه الممتلكات مع مرور الوقت، وتحتوي هذه المحافظ الاستثمارية على مجموعة من الأصول الماليّة التي تنقسم إلى فئات، حيث يجب أن يقوم المستثمرون بالتأكّد من توفر مزيج جيّد من الأصول في المحفظة التي يرغبون باستثمار أموالهم فيها للحفاظ على التوازن المطلوب، والذي يساعد على زيادة نمو رأس المال بمخاطرة أقل نسبيًا، وقد ظهر مفهوم إدارة المحافظ الاستثماريّة لتسهيل عملية التحكم بالأدوات الاستثماريّة، فمثلًا لا يستحب وضع كافّة البيض الذي تمتلكه في سلة واحدة ممّا يعني أنَّه لا يتوجب عليك المخاطرة باستثمار كافّة أموالك في محفظة أو جهة واحدة تفاديًا للتعرّض إلى الخسارة.[١][٢]


نشأة المحافظ الاستثمارية

تعود نشأة فكرة المحافظ الاستثماريّة إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي، حيث ظهرت هذه المحافظ لغاية تحقيق الهدف الماليّ للأفراد وجني الأرباح على المدى الطويل، إلى أن أصبح من غير الممكن تخيّل اقتصاد الدول جميعها خالٍ من المحافظ الاستثماريّة وتطبيقاتها كما هي حاليًا، فقبل إنشاء المحافظ الاستثمارية وتحديدًا في الثلاثينيات من القرن الماضي كان الأشخاص يقيّمون مفهوم الاستثمار بأنَّه الرهان على الأسهم الرابحة بحيث يتم وضع مبلغ من المال على الأسهم التي يتوقع أن تحقق أفضل الأسعار وتعود عليهم بأكبر عائد ممكن من الأرباح، ويميل هذا الأسلوب إلى مفهوم المقامرة نوعًا ما، هذا وقد كان من الصعب توقع وكسب الرهان نظرًا لأنَّ المعلومات لم تكن ترد إلى الأسواق بسهولة في ذلك الوقت باستخدام الوسائل التقليديّة، وبسبب ذلك قام بعض الأفراد المختصين بالتحليل كبنجامين جراهام للوصول إلى التأكيد على أخذ المعلومات الدقيقة لاتخاذ قرارات الاستثمار الصحيحة، وبعد ذلك وفي الخمسينيات من ذات القرن جاء طالب الدراسات العليا هاري ماركويتز بنظرية المحفظة الحديثة، والتي توصل إليها من خلال بحثه عن موضوع لأطروحة الدكتوراه الخاصة به.[٣]


ما هي مكونات المحافظ الاستثمارية

تتضمن المحفظة الاستثماريّة مجموعةً من الأصول الملموسة التي يمتلكها الأفراد بما في ذلك العقارات، بحيث لا تقتصر المحافظ على الأسهم والسندات أو النقد بشكلٍ مباشر فقط، ومن الممكن أن تتضمن أيضا صناديق الاستثمار العقاريّ والصناديق المتداولة في البورصة بالإضافة إلى الضمانات والعقود الآجلة، وعليه يجب أن تتكوّن المحافظ الاستثماريّة من مجموعة من المكونات الآتية التي تساهم في تحقيقها للأرباح:[٤]


الأسهم Stocks

يشير السهم إلى جزء أو حصة من الشركة، وتُعد الأسهم المكوّن الأكثر شيوعًا للمحافظ الاستثماريّة، ويعتمد حجم حصة الملكيّة على عدد الأسهم التي يمتلكها الشخص، كما تعد الأسهم مصدرًا مهمًا للدخل تساعد الشركات في تحقيق الأرباح، ويمكن أيضًا بيع الأسهم التي تمَّ شراؤها بأسعار أعلى اعتمادًا على أداء الشركة.


السندات Bonds

يقوم المستثمر بشراء السندات من خلال إقراض المال لمصدر أو الجهة المالكة لهذه السندات مثل؛ الحكومات، الشركات أو الوكالات، وتأتي هذه السندات بتاريخ استحقاق؛ ممّا يعني وجود تاريخ محدد لإعادة المبلغ الأساسيّ المستخدم لشراء السندات مع استحقاق دفع الفائدة، ومقارنةً بالأسهم فإنَّ السندات لا تمثل نفس المخاطرة وبالتالي يمكن أن تعود على المستثمرين بعوائد أقل منها.


الاستثمارات البديلة Alternative Investments

يمكن تضمين الاستثمارات البديلة أيضًا في المحافظ الاستثماريّة، وقد تشمل هذه الاستثمارات أصولًا يمكن أن تنمو قيمتها وتتضاعف كالذهب، والنفط والعقارات، وعادةً ما يتم تداول هذا النوع من الاستثمارات على نطاق واسع لكن بشكل أقل من الاستثمارات التقليديّة كالأسهم والسندات.


ما هي أنواع المحافظ الاستثمارية؟

توجد العديد من الأنواع الخاصة بالمحافظ الاستثماريّة المتاحة للمستثمرين، والتي تعتمد في اختيارها على عددٍ من العوامل كتحديد الأهداف الماليّة وتحديد نسبة المخاطرة التي يمكن المساهمة بها في هذه المحافظ، هذا وقد لا يلبي نوع واحد من المحافظ كافّة احتياجاتك المالية، مما يعني أنَّه يمكنك الاستثمار في أكثر من نوع ومزج هذه المحافظ للوصول إلى التغطية التي تبحث عنها لأهدافك ومخططاتك الماليّة، وفيما يأتي بيان لأبرز أنواع المحافظ الاستثماريّة في النقاط الآتية:[٥]


المحفظة الهجومية Aggressive Portfolio

يعد مسمى المحفظة الهجومية دليلًا على أنَّ نوع هذه المحفظة قويّ جدًا، وتمَّ تسميتها بذلك نظرًا لأنَّها تهدف إلى تحقيق المزيد من الأرباح دائمًا مع تحمّل حجم كبير من المخاطر، بحيث تحتوي هذه المحافظ على أسهم تمتاز بتقلّبها المستمر في السوق، فهي تقوم بالتحرّك إلى الأعلى، أو تنخفض بمقدار الضعف بناءً على التغيّر الذي يحدث في السوق، مما يعني إمَّا مضاعفة الأرباح أو الخسارة، كما يفضّل المستثمرون في هذه المحافظ التعامل مع الشركات التي تعد في مرحلة النمو والتطوير، ولا سيما تلك التي تتواجد في قطاع التكنولوجيا والاتصالات.


المحفظة الدفاعية Defensive Portfolio

تدلّ المحفظة الدفاعيّة من اسمها على أنَّها عكس المحفظة الهجوميّة أو العدوانيّة، بحيث لا تتكوّن من أسهم ذات قيمة عالية، كما أنَّها لا تتأثر بالتغييرات أو الحركات التي تحدث في السوق، وتعد هذه المحافظ آمنةً جدًا للاستثمار؛ فهي تنطوي على الحد الأدنى من المخاطرة، كما أنَّ المميز في هذه المحافظ أنَّ الخسارة أو الربح لا يحدثان بمستويات عالية مما يجعل الخسارة، وإن حدثت تكون غير مضرّة بشكلٍ كبير على أداء ونجاح الشركات أو المستثمرين حتى في أوقات الانكماش الاقتصاديّ، فمثل هذه الاستثمارات تتم في الشركات أو الأسهم الخاصة بالخدمات والمنتجات التي تستهلك بشكلٍ يومي من قِبل الناس.


محفظة الدخل Income Portfolio

ترتكز محافظ الدخل على تحقيق الأرباح من خلال توزيعات الأرباح والمنافع الأخرى المتكررة التي يحصل عليها المستثمرون، ويتشابه هذا النوع من المحافظ مع المحافظ الدفاعية بعددٍ من القواسم المشتركة، إلا أنَّها تختلف في الأسهم التي تستثمر بها، بحيث إن محفظة الدخل تقوم بالمخاطرة من خلال الاستثمار بالأسهم ذات العوائد المرتفعة نسبيًا كالعقارات مثلًا، بحيث يمكنك الاستمتاع بالحصول على كافّة المزايا الخاصة بالاستثمار في مثل هذه القطاعات المزدهرة دون الحاجة إلى امتلاك العقارات.


المحفظة المضاربة Speculative Portfolio

يشير هذا النوع من المحافظ إلى الاستثمارات التي تتطلّب نسبةً مرتفعةً من المخاطرة لدرجة أنَّها تقارن غالبًا بالمقامرة، حيث إنَّ هذه المحافظ لا تعد عدوانية وحسب، ولكنَّها أيضًا تقوم بالرهان على نجاح المنتج أو الخدمة في المستقبل، وتتلاءم هذه المحفظة مع المستثمرين الذين يهدفون إلى الاستحواذ، هذا ويوصي المستشارون الماليّون بوضع حد أقصى للمضاربة بمقدار لا يزيد عن 10%.


المحفظة الهجينة Hybrid Portfolio

يشير اسم المحفظة إلى مبدأ عملها، حيث إنَّ مثل هذا النوع من المحافظ يقوم على أساس دمج أنواع مختلفة من الأصول بطرق مختلفة لكسب المال بشكلٍ أفضل، ويوفر هذا النوع من المحافظ أقصى قدر ممكن من المرونة، فقد تبين أنَّ هذه المحفظة تتكوّن من عائدات الأسهم التي تعد مرتفعةً نوعًا ما، بالإضافة إلى أدوات الدخل الثابت مثل السندات وصناديق الديون وما إلى ذلك.


ما هي أنواع الاستثمارات في المحافظ الاستثماريّة؟

ينقسم الاستثمار في المحافظ الاستثماريّة إلى نوعين رئيسين، وهما كما سيأتي بيانه:[١][٢]

  • الاستثمار الاستراتيجيّ: ويقوم على أساس شراء الأصول الماليّة لوجود فرصة لنموّها والحصول على عائد منها على المدى الطويل؛ ممّا يعني الاحتفاظ بها لمدة طويلة.
  • الاستثمار التكتيكيّ: ويمثل نشاط البيع والشراء على أمل تحقيق الأرباح من خلال المحفظة على المدى القصير.


كيفية البدء بمحفظتك الاستثمارية

تعد بعض المحافظ الاستثماريّة شكلًا للاستثمار الاستراتيجيّ طويل الأمد في الأموال التي يمتلكها المستثمرون، وبناءً عليه فإنَّ المستثمرين يفكرون مليًا قبل البدء في تحديد وترتيب الأفكار وتطبيقها على أرض الوقع، بل وإنَّ معظمهم يقومون بإجراء دراسة شاملة لأنواع المحافظ وطبيعة السوق وما إلى ذلك، مما يوجب عليهم القيام بالخطوات الصحيحة بدقة للبدء بهذه المحافظ، ويمكن توضيح ذلك من خلال ما يأتي:[٦]


أولاً: تقييم الوضع الحاليّ

يتطلّب التخطيط للمستقبل فهم الوضع الحاليّ للمستثمرين وتحديد المكان الذي يرغبون في أن يتواجدوا فيه، حيث يتم طلب تقييم شامل للأصول المتداولة والمطلوبات والتدفقات النقديّة وما إلى ذلك، كما أنَّه يجب قياس الفجوة بين الأهداف الموضوعة والوضع الحاليّ؛ لتحديد مسار تطوير الأعمال المطلوب.


ثانيًا: تحديد أهداف الاستثمار

يعتمد تحديد الأهداف على المخاطر والعائد المتوقع الحصول عليه من هذا الاستثمار، حيث يعد تحديد المستثمر مقدار المخاطرة التي يرغب في مواجهتها ومدى التقلّبات التي يمكن أن يتحمّلها أمورًا أساسيةً مهمّةً في صياغة استراتيجيّات المحفظة الاستثماريّة لتحقيق العوائد بالشكل المطلوب، كما أنَّه يمكنه تحديد معايير استراتيجيّة تمكّنه من تتبع أداء المحفظة.


ثالثًا: تخصيص الأصول

تُستخدم ملفات تعريف المخاطر والعوائد المتوقعة لتخصيص الأصول، بحيث يمكن للمستثمر تطوير استراتيجيّات توزيع الأصول الخاصة به والتي يرغب في الاستثمار بها؛ بحيث يستطيع توزيع الأصول بطريقة مثلى تحقق التنويع الأمثل لاستهداف العوائد المتوقعة، ويمكن ذلك من خلال تحديد نسب مئوية لفئات الأصول المختلفة، بما في ذلك السندات والأسهم والاستثمارات البديلة.


رابعًا: تحديد خيارات الاستثمار

يتم تحديد خيارات الاستثمار بناءً على استراتيجيّات توزيع الأصول التي قمت بها، هذا ويعتمد نوع الاستثمار المختار على تفضيل المستثمر لنوع الإدارة النشطة أو السلبيّة، حيث تشمل المحافظ التي تدار بنشاط كل من الأسهم والسندات الفرديّة إن كان هناك أصول كافية لتحقيق التنويع، بينما يمكن للمحافظ التي تدار بسلبية التشارك مع صناديق المؤشرات المختارة من فئات الأصول المختلفة، بالإضافة إلى القطاعات الاقتصاديّة.


خامسًا: المراقبة والقياس وإعادة التوازن

تأتي مرحلة الإدارة بعد مرحلة التخطيط للمحفظة، ويشمل ذلك قياس الأداء الخاص بالمحفظة على فترات منتظمة، ومراقبة الاستثمارات، هذا ويتم مراجعة وضع المستثمر وأهدافه التي وضعها للتأكد ما إن كانت بحاجة إلى تغيير في حال العثور على فجوة أو عدم مطابقة النتائج لما هو مخطط له، كما يمكن إعادة توازن المحفظة وبيع الاستثمارات وشراء الأسهم التي توفر إمكانيات أكبر للنمو وتحقيق الربح المخطط له.


المراجع

  1. ^ أ ب CARLA TARDI (3/3/2021), "What Is a Portfolio", investopedia, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب JAMES CHEN (18/3/2020), "Portfolio Investment", investopedia, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  3. ANDREW BEATTIE (21/6/2021), "Understanding the History of the Modern Portfolio", investopedia, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  4. "Investment Portfolio", corporate finance institute, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  5. "TYPES OF PORTFOLIO INVESTMENT", angel one, 13/11/2020, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  6. RICHARD BEST (21/7/2021), "The Step by Step Portfolio Planning Process", investopedia, Retrieved 15/10/2021. Edited.