مفهوم البورصة

يُعرَّف سوق الأوراق المالية أو البورصة بأنَّه عبارة عن سوق مُنظَّم لشراء وبَيع الضَّمانات متل الأوراق المالية، الأسهُم، والسَّندات، كَما يُعَرَّف بأنَّه سوق مُخَصَّص لِتَداول أنواع مختلفة من الأوراق الماليّة في بيئة آمِنة ومُنَظَّمة، ونَظَراً لأنَّ هذه الأسواق تَجمَع الكَثير مِن المُشاركين فيها فإنَّها تَضمَن مُمارسات تَسعير عادِلة وتحمل شَفافيَّة في المُعامَلات، وفي الوَقت الذي اعتادت بِه الأَسواق السَّابِقة إصدار الأسهُم الوَرقيَّة والتَّعامُل مَعها فإنَّ الأسواق الماليَّة الحَديثة تَعمل باستِخدام الكمبيوتر إلكِترونياً، وتعدُّ البورصة سوقًا جاهزة للأوراق المالية بحيث إنَّها تضمَن السُّيولة وبالتالي توجيه المُدَّخرات إلى استِثمارات الشَّركات.[١][٢]


تاريخ البورصة والأوراق المالية

يُعد تَطور التِّجارة أحَد أهَم الأسباب لِظُهور البُنوك وشَركات التَّأمين، وحَفَّز ذلك المَزيج من التِّجارة الواسِعة والنَّقص في رَأس المال المُصدَّرين الأَوائل للأوراق المالية مِثل الحُكومة، والبُنوك، وشَركات التَّأمين، والشَّركات التِّجارية الكُبرى الانتقال من التَّبادلات الحالية للكِمبيالات والسَّندات التِّجارية إلى إِنشاء بورصات للِأوراق المالية، وكانَ ذَلك انتقالاً مَنطقياً وسَهلاً، وتَطبيقاً لِذلك في أَوائل القَرن السادس عَشر ابتدأ تَداول أسهُم شَركة الهِند الشَّرقية الهولندية في أمِستردام، بالإِضافة إلى أنَّه في عام 1773م في لَندن انتقل تُجار الأسْهم الذين كانوا يَجتمعون في المَقاهي إلى مَبانيهم الخاصة، وفي القَرن التاسع عَشر أصبح تَداوُل الأوراق المالية يَتم على أساس رَسميّ في الدُّول الصِّناعية.[٣]


العمل في أسواق البورصة

إنَّ العَمل في سوق الأوراق الماليَّة يَتم عن طَريق تقسيمُه إلى قِسمَين سوق أوَّلي وسوق ثانوي، حيثُ يتِم في السُّوق الأوَّلي طَرح وإِصدار الأسهُم الجَديدة وبَيعِها للعامَّة لأوَّل مرة عن طَريق عَملِيات الاكتِتاب العام IPO، أمَّا فيما يخُص السوق الثَّانوي فبَعد عَمليَّة الاكتِتاب العام وتُسمى أيضاً عَمليَّة الإدراج تَعمل البورصة كمِنَصة تَداول يَتِم فيها بَيع وشِراء تلك الأسهُم المُدرَجة، وتَحصُل البورصة على رُسوم مُقابل كُل صَفَقة تَتِم على مِنَصَّتًها أثناء نَشاط السُّوق الثَّانَوي، ويُشارك في ذَلك السُّوق العَديد من المُستَثمرين سَواء كانوا مُؤسَّسات أَو أَفراد، وأمَّا فيما يَتَعلق بعَوائد الأسهُم فإنَّها تَنتُج من عَائد رأس المال وتَوزيعات الأَرباح، ويُمكن تَعريف عائد رأس المال بأَنّه الناتِج من بَيع السَّهم بسِعر أَعلى من السِّعر الذي تَم شِرائُه به، وتُعرَّف تَوزيعات الأَرباح بأنَّها حِصة السَّهم من أَرباح الشَّركة التي تُوزِّعها الشَّركة على المُساهمين بِناءً على نِسبة حِصص الأسهُم لِكُل مُساهم، وتُعد تَوزيعات الأَرباح جُزءًا مُهمًا من عَوائد الأسهُم، وبالنِّسبة للمُستَثمرين يَجب أن يكون لَديهم القُدرة على التَّماشي مع الأسهُم التي يَملكونها في مَحافِظهم الاستِثمارية، بحيث يكون لديهم قُدرة أَعلى على تَحمُّل المَخاطر.[٤][٥]


فوائد البورصة

يُعد الهَدف الأكثَر وُضوحاً لرُواد الأعمال هو إدراج شَركاتهم في بورصة مَعروفة مِثل بورصة نيويورك NYSE أو بورصة ناسداك، وذلك بِسبب الفَوائد الواضِحة التي تَعود عَليهم، وفيما يَأتي بَيان بَعضها:[٦][٧][٨]

  • سُيولة جاهِزة للأسهُم التي يَمتلكها المُساهمين في الشَّركة.
  • الاستفادة من النُّمو الاقتصادي والأَرباح المُتَزايدة، بحيث إنَّ نُمو الاقتصاد يُساهِم في زِيادة الدَّخل وبالتالي يَزيد الطَّلَب على المُنتَجات مِما يُؤدي إلى زِيادة قيمة الإيرادات في سِجلات الشَّركات
  • سُهولة عَملية الشِّراء بِحَيث تُسَهِّل البورصة عَملية شِراء وبَيع الأسهُم وتَتِم تلك العَملية عن طَريق وُسطاء أو عَبر شَبكة الإنترنت.
  • امتِلاك الشَّرِكات المُدْرجة في البورصة رُؤية أكبر من غَيرها في السوق حَيث إنَّ تَغطية المُحللين والطَّلَب من المُستَثمرين أَصحاب المُؤسَّسات يُساهِمان في رَفع سِعر الأَسهُم.
  • استِخدام الأسهُم المُتداولة كَعُملة من قِبل المُؤسَّسة حيث تُستخدم في عَملية الاستِحواذ التي يَتِم فيها دَفع كُل أو جُزء من المُقابل بِصورة أَسهُم.


عيوب البورصة

مع وجود العَديد من فَوائد الانخِراط في البورصة سالفة الذِّكر، إِلا أنَّ هُناك العَديد من العُيوب أيضاً لِلدُّخول في أَسواق البورصة، وسيَطرَح المَقال بَعض مِن تِلكَ العُيوب:[٩][١٠]

  • التَّكاليف الكَبيرة للاشتِراك في البورصة مِثل رُسوم الاشتِراك والتَّكاليف الأخرى المُتعلّقة بالامتِثال والإبْلاغ.
  • الوَقت المستغرق في البحث عن الشركة المناسبة لشراء أسهمها؛ فإذا كنت مُستثمر فَردي أي أنك تقوم بشراء الأسهُم بمُفردك فإنّك سَتَحتاج إلى الكَثير من الوَقت من أجل البَحث عن كل شَركة على حِدة لتَتمكن من تَحديد قُدرة كل منها على تَحقيق الأرباح وذلك من خلال قراءة البَيانات المالية والتَّقارير السَّنوية ومُتابعة تَطورات الشَّركة حتى يَتم الاختيار بين الشركات المُدرَجة قبل أن تَقوم بعَملية شراء الأسهم.
  • الخُطورة وتَتمَثل في فُقدان كامل الاستِثمار لِبَعض المُستَثمرين فعِند انخِفاض أَداء الشَّركة سَيَقوم باقي المُستَثمِرون بِبَيع الأَسهُم مِمَّا قَد يُؤدي إلى انخِفاض أسعارِها وبالتالي خَسارة الاستِثمار الأوَّلي لِلمُستَثمر عِند قِيامه بالبَيع.
  • المُنافَسة بِحَيث يُواجِه المُستَثمِرون الأَفراد مُنافَسة قَوية مع المُستَثمِرين المُؤسَّسيين والمُتداوِلين أَصحاب الخِبرة الذين يَمتلِكون الوَقِت والمَعرِفة بِالاستِثمار بِعَكس المُستَثمرين الأَفراد.


المراجع

  1. The Editors of Encyclopaedia Britannica, "Stock exchange", britannica. Edited.
  2. "Stock market", investopedia. Edited.
  3. "The development of securities trading", britannica. Edited.
  4. "How Does the Stock Market Work? ", investopedia. Edited.
  5. "Stock market", investopedia. Edited.
  6. ADAM HAYES (1/6/2021), "How Does the Stock Market Work?", investopedia, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  7. "Pros and Cons of Investing in Stocks", thebalance. Edited.
  8. "Pros and Cons of Investing in Stocks", thebalance. Edited.
  9. "Pros and Cons of Investing in Stocks", thebalance. Edited.
  10. "How Does the Stock Market Work?", investopedia. Edited.