الكساد العالمي

الكساد العالمي أو الكساد العظيم Great Depression هو أكبر وأطول انكماش في الاقتصاد العالمي وأكثرها حدة، والذي بدأ في العام 1929م واستمر حتى عام 1939م، وعلى الرغم من أنه بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه أثر في جميع دول العالم تقريبًا، حيث انخفضت مخرجات الاقتصاد وزادت نسب البطالة بنسب مرتفعة، بالإضافة إلى الانكماش المستمر فيها، والجدير بالذكر أن الكساد العالمي لم يكن تأثيره فقط على الجانب الاقتصادي، وإنما كان له أثر كبير أيضًا على الجوانب الاجتماعية الثقافية، وللتعرف أكثر على الكساد العالمي، سنتناول خلال هذا المقال أهم المعلومات حوله.^[١]

ما هي أسباب الكساد العالمي؟

كما ذكرنا سابقًا، فإن الكساد العالمي بدأ في الولايات المتحدة، ومن ثم انتشر حول العالم، وفي ما يلي أبرز الأسباب التي أدت إلى حدوثه في الولايات المتحدة:^[٢]

• انتعاش الاقتصاد في الفترة ما قبل الكساد، إذ شهد الاقتصاد الأمريكي في فترة العشرينيات نمواً كبيراً بحيث تضاعف دخل الفرد، وبناءً عليه كان هناك إقبال على سوق الأوراق المالية حتى من قبل الأفراد، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج من قبل القطاع الصناعي والزراعي لتلبية الارتفاع في الطلب.
• انهيار سوق الأسهم في العام 1929م، وذلك بعد أن وصل السوق إلى أعلى مستوى له، بدأت الأسهم بخسارة سعرها في شهر تشرين الأول (أكتوبر)، وكانت أول خسارة بنسب 11%، بعد ذلك استمر سعر الأسهم في الانخفاض، مما دعا العديد من المستثمرين إلى البيع حتى مع الخسارة، وذلك لنتيجة الهلع الذي حدث في تلك الفترة، وفي النهاية وصل الأمر إلى أن بعض الأسهم فقدت قيمتها بالكامل.
• ارتفاع العرض والإنتاج، كان هذا نتيجة الانتعاش في الفترة السابقة، حيث تكدست السلع في الأسواق، وأصبح الإنتاج أعلى من الطلب في مختلف القطاعات، مما أجبر المنتجين على بيع البضائع بالخسارة من أجل التخلص منها، وهذا بدوره خفض أسعار السلع بشكل كبير، وبسبب تلك الخسارة بدأ أصحاب العمل بتسريح الموظفين والعمال، مما أدى إلى ارتفاع نسب البطالة وتراجع القدرة الشرائية وبالتالي تراجع الطلب بسبب خفض النفقات من قبل المستهلكين.
• رفع الضريبة الجمركية على البضاعة المستوردة، وذلك بسبب انخفاض سعرها ومنافستها للبضاعة المحلية، ولكن كان لهذا أثر عكسي، حيث قامت الدول المتضررة برفع الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية؛ مما أدى إلى تراجع الصادرات.

كيف أثر الكساد الكبير في أميريكا على الاقتصاد العالمي؟

في الوقت الذي حدث فيه الكساد الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت أميريكا هي مركز الاقتصاد العالمي، وكانت أغلب الدول حاصلة على قروض منها لا سيما الدول الأوروبية، وذلك لتغطية تكاليف الحرب العالمية الأولى، وعندما تعرض اقتصاد الأمريكي إلى الانكماش، طالبت الولايات المتحدة الدول بالإيفاء بديونها، مما خلق أزمة اقتصادية في تلك الدول.^[٣]

ما هي آثار الكساد العالمي؟

نتج عن الكساد العالمي عدة آثار عانت منها أمريكا، وفي ما يلي أبرزها:^[٤]

• إفلاس البنوك بسبب انهيار سوق الأسهم، حيث أغلق 4 آلاف بنك خلال الكساد؛ مما أدى إلى أن يخسر عملاؤها 140 مليون دولار.
• ارتفاع نسب البطالة كما ذكرنا سابقًا حيث وصلت بأعلى نسبة لها إلى 25%، أي ما يعادل 15 مليون عاطل عن العمل.
• تشرد نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل بسبب عدم توفر المال، وخصوصًا من العاملين في القطاع الزراعي.
• الانكماش وهو انخفاض أسعار السلع، الذي عاد بالفائدة على الأشخاص محدودي الدخل، ولكنه أضر بشكل كبير القطاع الزراعي وقطاع الإسكان.