كيف ظهر الكساد؟

ظهر الكساد بمفهوم الكساد الكبير في عام 1929 والذي اعتبره علماء الاقتصاد انكماشًا اقتصاديًا عالميًا استمر قرابة 10 أعوام، فقد كان الكساد الأطول والأكثر شدةً على الإطلاق في العالم، وقد خلّف وراءه تغييرات جوهرية في سياسة الاقتصاد الكلي والنظرية الاقتصادية وانخفاضًا حادًا في الإنتاج والإنفاق الاستهلاكي والاستثمار، وبطالةً شديدةً، كما خلّف وراءه الفقر والجوع، وانكماشًا حادًا في جميع أنحاء العالم؛ فعلى الرغم من أنه نشأ في الولايات المتحدة إلا أن آثاره الاقتصادية أصابت العالم أجمع، فكيف ظهر الكساد؟

كيف ظهر الكساد؟

ظهر الكساد من خلال مجموعة من المسببات التي ساهمت في ظهوره، وفي الآتي بيان لها:^[١][٢]

الذعر المصرفي

تسبب الذعر المصرفي بحدوث أزمة مصرفية ومالية قصيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي امتدت إلى جميع دول العالم، وقد بدأ الذعر المصرفي حينما بدأ المودوعون بسحب أموالهم جميعها من البنوك بصورة مفاجئة؛ بسبب انهيار سوق البورصة، وقد أحدث الذعر المصرفي تقلصًا في سيولة سوق الأوراق المالية، فقد قامت البنوك الإقليمية الصغيرة بسحب ودائعها من بنوك نيويورك الكبيرة؛ مما أدى إلى إفلاس العديد من البنوك والشركات.^[٣]

انهيار سوق الأوراق المالية في عام 1929

بدأ انهيار سوق الأوراق المالية بانخفاض سوق الأسهم الأمريكية بنحو 50% وانخفاض أرباح الشركات بأكثر من 90% خلال الأعوام من عام 1920 إلى 1921، والتي عرفت باسم الكساد المنسي، وقد تأثرت الأسواق المالية في أمريكا، وعلى رأسها أسواق العقارات وبورصة نيويورك (NYSE)، كما قد ساعد العرض النقدي الضعيف والمستويات العالية من التداول بالهامش من قبل المستثمرين على زيادة أسعار الأصول بشكل غير مسبوق؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسهم إلى أعلى مستوياتها، إلى جانب زيادة مؤشر داو جونز الصناعي القياسي (DJIA) بنسبة 500% في خمس سنوات فقط، والذي أدى في النهاية إلى انهيار سوق الأسهم.^[٤]

معيار الذهب

بدأ المودعون بتحويل أموالهم ودولاراتهم إلى ذهب؛ بسبب الذعر الذي أصابهم جرّاء انهيار سوق الأوراق المالية، الأمر الذي أدى إلى تدفق الكثير من الذهب الأجنبي إلى البنوك، فقد كانت البنوك تحمل احتياطيًا معينًا من الذهب مقابل الدولارات التي تمتلكها؛ مما دفع البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لمواجهة هذه المشكلة، الأمر الذي أدى فيما بعد إلى زيادة البطالة وانخفاض الإنتاج وتدهور الاقتصاد في أغلب دول العالم.

السياسات النقدية التعاقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي

أساء الاحتياطي الفيدرالي إدارة المعروض النقدي، وذلك من خلال رفع أسعار الفائدة لمحاولة الحفاظ على معيار الذهب وخفض المعروض النقدي، الأمر الذي أدى إلى حدوث كساد في الإقراض، وتسبب العديد من مشكلات السيولة الحادة للعديد من البنوك، كما أن انخفاض المعروض النقدي تسبب في حدوث انخفاض في الأسعار الأمر الذي ساهم في تفاقم مشكلة الكساد.

الحرب العالمية الثانية

أسفرت الحرب العالمية الثانية عن انخفاض في معدل البطالة، ومستوى المعيشة، وارتفاع الضرائب بشكل كبير لتمويل الحرب، كما قد انخفض الاستثمار الخاص وكذلك إجمالي إنتاج القطاع الخاص بنحو 50%.