من هو المستثمر؟
هو أيّ شخص أو جهة خارجيّة تلتزم بدفع رأس مال مقابل توقعهم الحصول على عائد ماديّ، بحيث يقوم المستثمرون باستخدام العديد من الأدوات الماليّة المختلفة للتأكّد من إمكانيّة اكتساب العائد من الجهات التي يتم الاستثمار بها، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف الماليّة المختلفة كتجميع الثروات الإضافيّة مع مرور الوقت، ومن الأدوات الاستثماريّة المتنوّعة التي يرتكز عليها المستثمرون السندات، الأسهم، والصناديق المتداولة في البورصة وغيرها العديد، ويهتم المستثمرون بتقييم الفرص من زوايا تمكّنهم من تقليل المخاطرة ورفع نسبة العوائد المحتملة، بحيث تهدف سياسة المستثمر إلى تحقيق المكاسب طويلة الأمد من الأموال التي يقوم بوضعها في الاستثمار، ومن الممكن أن يقوم المستثمر بالاستثمار عن طريق توظيف رأس المال في سداد الديون أو الاستثمار في الأسهم، أو الاستثمار في حقوق الملكيّة من خلال امتلاك جزء من الحصص في أسهم الشركات، ويختلف ذلك عما يقوم بها المتداول الذي يهدف إلى تحقيق الأرباح قصيرة الأجل من خلال شراء وبيع الأوراق الماليّة مرارًا وتكرارًا.[١]
ما هي خصائص شخصية المستثمر الناجح؟
يمكن اعتبار الاستثمار لعبة مخاطرة كبيرة مقابل الحصول على العوائد، حيث إنَّ الفرصة متاحة دائمًا من خلال الاستثمار إلى ربح الأموال أو خسارتها، ولضمان تجنب الفشل في عمليات الاستثمار يجب أن يمتلك المستثمر عددًا من الخصائص التي تمكنه من النجاح، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه الخصائص:[٢]
القدرة على تحديد الأهداف
يقود الفشل في التخطيط إلى انهيار أكبر الأعمال الناجحة؛ بحيث يعتبر التخطيط اللبنة الأساسيّة لبدء سير الأعمال بالطريقة الصحيحة والناجحة، وبناءً على ذلك يجب أن يقوم المستثمر الجيّد بوضع الخطط الصحيحة لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ حدوث الاختلافات والظروف المختلفة عند السير على الخطة التي وضعها المستثمر قد تحوّله عن جدول الأعمال الصحيح الذي وضعه؛ لذلك يعد التخطيط الصحيح مقياسًا لمدى نجاح استراتجيّات المستثمرين وإمكانيّة التعامل مع الظروف المختلفة.
امتلاك المعرفة الكافية
يجب أن يمتلك المستثمر الناجح فكرةً جيّدةً عن سوق العمل؛ بحيث يتعيّن عليه فهم ما يدور حوله وإعطاء القيم الصحيحة لفلسفة طريقة الاستثمار التي يرغب في اتّباعها، فمن الضروري أن يعرف إلى أين تتجه أمواله؟ وعليه يجب أن يقوم باتخاذ القرارات المهمة استنادًا على الخبرة والمعرفة التامّة بالخيارات المتاحة لديه من كافّة الجوانب، لضمان عدم تفويت أيّ فرصة من شأنها دعم المؤسسة وتحقيق الأرباح.
القدرة على اتخاذ القرار الصحيح
يقوم المستثمر الجيّد بمراقبة السيناريوهات التي تدور حوله لامتلاك القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب، بحيث يجب أن يتمكن من تحديث ما لديه من تصورات حول السوق والنمو لإعطاء الأحكام الصحيحة، وذلك لوضع الشركة أو المؤسسة في المسار الصحيح حاليًا، بالإضافة إلى رسم الخطط المستقبليّة بالشكل المطلوب، ولكن لا يعني ذلك عدم ارتكاب الأخطاء؛ فالمستثمر الجيّد يتعلّم من الأخطاء التي يقوم بتجربتها ليتفادها في المستقبل.
امتلاك الصبر الكافي
يجب أن يحافظ المستثمر على هدوئه ليتمكّن من التعامل مع الحوادث اليوميّة والتغيّرات التي قد تطرأ أمامه في أيّ لحظة، هذا ويحتاج المستثمر إلى امتلاك الصبر الذي يمكنه من الثبات والعمل بالشكل الصحيح للتوصّل إلى النتائج، وعليه يجب أن يتحلّى بالإيمان الكافي بما يقوم به وما سيصل إليه نتيجة الأعمال التي يقوم بها دون النظر إلى الأمور بمنظور سلبيّ أو قيامه بتثبيط العزيمة لدى الآخرين لما له من دور كبير في التأثير على نفسية الفرد وبالتالي نجاحه أو فشله في الأعمال التي يقوم بها.
الابتعاد عن المخاطرة
يُلزم على المستثمر الناجح الابتعاد عن القرارات والأمور التي تشكل تهديدًا على سلامة الأعمال وسيرها، حيث يقوم المستثمرون بفهم وتحليل كافّة الأنشطة التي تقوم بها الشركات، وتجنب المخاطرة؛ فهم يمتلكون المعرفة والخبرة الكافية بالإضافة إلى الثقة العالية التي تساعدهم في القيام بأعمالهم دون الحاجة إلى الشعور بالقلق الدائم حيال ذلك.
ما هي أنواع المستثمرين؟
يعد المستثمر شريان الحياة للمؤسسات، فمن الممكن في حال أوشكت المؤسسة على الانهيار أن ينقذ المستثمر الوضع من خلال استثمار أمواله في أنشطة هذه المؤسسة أو أسهمها، كما أنَّه يقوم بدعم الشركات الناشئة في بداياتها لتصل إلى النجاح المطلوب، لذلك فإنَّ التعامل مع المستثمر الخاطئ قد يدمر عملك برمته، وبسبب وجود العديد من الأنواع التي يندرج تحتها المستثمرون نبين لكم أهمها من خلال ما يأتي:[٣]
المستثمر الملائكي
يمكن اعتبار هذا النوع من المستثمرين حلم العديد من الجهات التي تبحث عن مستثمر يشاركها في أعمالها، حيث إنَّ المستثمر الملائكي هو شخص تجاوز دخله المكتسب 200 ألف دولار سنويًا، وتجاوزت صافي ثرواته المليون دولار، ويمكن العثور على هؤلاء الأفراد من خلال القطاعات الصناعيّة، إلا أنَّهم غالبًا ما يميلون إلى روّاد الأعمال الذين يقومون بتمويل أعمالهم لأول مرة.
المقرضون من نظير إلى نظير
يمكن أن يتم الاستثمار من خلال نظير إلى نظير من خلال طرفين سواءً أكانوا أفرادًا أم شركات أم جهات رسميّة، بحيث تقوم هذه الجهات بتقديم الدعم إلى المشاريع الصغيرة وتمويلها، ويقوم أصحاب هذه الأعمال أو المشاريع بتقديم طلبات إقراض إلى الشركات المتخصصة في تمويل المشاريع المماثلة، وقد تقوم شركات التمويل والاستثمار بنفسها بالبحث عن هذه الشركات أو الجهات التي تتطلّب الدعم الماديّ لبقائها في سوق العمل.
المستثمر الشخصي
تقوم بعض الشركات أو المؤسسات باللجوء إلى عائلاتهم أو أصدقائهم أو شبكاتهم الشخصيّة من حولهم لدعمهم في استثماراتهم الأولى، وقد يتطلّب هذا النوع من الاستثمار وجود وثائق شاملةً؛ إلا أنَّه أكثر الأنواع أمنًا بسبب معرفتك بهؤلاء الأفراد، ويمكن أن يدعم هذا النوع من الاستثمار الشركات الناشئة أو الحديثة لعدم حاجتها إلى مبالغ ضخمة دون المخاطرة بالخسارة.
البنوك
يمكن اعتبار البنوك المصدر الأساسيّ التقليديّ للاستثمار، فقبل تطوّر العديد من الأنواع والطرق المختلفة الموجودة حاليًا للاستثمار كانت البنوك الوجهة الأساسيّة لكافّة الأفراد الذين يبحثون عن مستثمر لدعمهم، ويتطلب هذا النوع من الاستثمار وجود وثائق أساسيّة تثبت تدفق الإيرادات وحجمها بالإضافة إلى ضمانات معيّنة، ولهذا السبب فإنَّ البنوك تعد الخيار الأمثل للشركات القائمة فعليًا على أرض الواقع.
أصحاب رؤوس الأموال المغامرون
يقوم أصحاب رؤوس المال بالاستثمار وتقديم رأس المال والدعم إلى الشركات التي تُظهر معدلات نمو عالية في تحقيق الأرباح وتبادل حصص الأسهم لديها، وعادةً ما يتم استخدام مبالغ ماليّة كبيرة دفعةً واحدةً لضمان دعم المؤسسات بالشكل الكافي مما دعا إلى تسميتهم بالمستثمرين المغامرين.
المستثمر النشط والمستثمر السلبي
يقسم المختصون الأفراد الذين يقومون بالاستثمار عامةً إلى فئتين رئيستين، المستثمرون النشطون والمستثمرون السلبيون، ويمكن أن نوضح الفرق بين الفئتين من خلال ما يأتي:[٤]
المستثمر النشط
تشير هذه الفئة من المستثمرين إلى الاستثمار الذي يتم من خلاله إتمام الأعمال التي تتطلب أشخاصاً قادرين على إدارة الأموال النشطة لهدف التغلّب على متوسط عوائد سوق الأسهم، وينطوي ممثلو هذه الفئة على تحليل أعمق وخبرة وثقافة كاملة حول التقلبات التي قد تحدث للجهات التي تمَّ الاستثمار فيها وفترات التمحور أو التدهور الخاصة فيها.
المستثمر السلبي
يدل مفهوم المستثمر السلبيّ على الأشخاص الذين يقومون بالحد من الكمية الشراء والبيع في محافظهم الماليّة، مما يعني أنَّ هذا الأسلوب فعّال فقط من حيث تكلفة الاستثمار التي تعود إليهم، وعلى عكس المستثمر النشط، فإنَّ المستثمر السلبيّ لا يقوم بالاعتماد على الخبرة والتوقع للحركة القادمة لكل ما يتعلّق بالأسهم والمحافظ التي يمتلكونها.
بعض النصائح الخاصة بالمستثمرين
يعتبر العديد من المستثمرين أنَّ النجاح مرتبطٌ فقط في امتلاك المنزل والسيّارة المناسبة، لكن للنجاح مفهوم آخر من خلال اتّباع الخطوات الصحيحة التي ستساعد المستثمر في تحقيق الأهداف التي يرغب بالوصول إليها، بحيث يقوم المستثمرون بالوصول إلى النجاح من خلال اتبّاع النصائح الآتية:[٥]
وضع الخطة
بحيث يعتبر العمل الأول الذي يجب أن تقوم به هو وضع الخطة الماليّة بشكلٍ دقيق لتوفير الأساس الصحيح لنجاح العمل، فستساعدك الخطة في تقييم وضعك الحاليّ ومعرفة ما إن كان الوصول إلى الأهداف التي قمت بتحديدها أمرًا ممكنًا أم لا.
التركيز وإعطاء القرار
يجب على المستثمر الناجح التركيز فقط في العمل دون الانغماس في فترات الصعود والهبوط التي قد تعاني منها الشركات في السوق، كما أنَّه يجب الاهتمام بحجم الدخل المحدد للمستقبل، بحيث تبتعد عن مواجهة المشكلات التي تتعلّق بحجم الاستثمار الذي تقوم به في المستقبل.
التنوع
يرى بعض المتخصصين أنَّ المستثمر الناجح يجب أن يقوم بالتنويع في المجالات الاستثماريّة التي يتعامل معها، بحيث يمتلك أسهم وسندات وأوراق ماليّة مختلفة على نطاقٍ واسع في العديد من المؤسسات، فتواجد التنوّع الاستثماري أمر مهم من الممكن أن يعتبر محفظةً توفر لك إمكانيّات النمو مع مستوى منطقيّ من المخاطرة.
الالتزام بالخطة بغض النظر عن التقلبات
يجب على المستثمر الناجح الاحتفاظ ببعض الأسهم التي يمكنها التعايش مع البيئات الجيّدة والسيئة تحسبًا لمنع التضرر في حال انخفاض قيمة استثماراته بشكلٍ ما، فالوقاية خيرٌ من قنطار علاج؛ فعلى المستثمر توفير ضمانات جيّدة بتأمين إمكانات نمو سليمة والتمسّك بمزيج استثماريّ طويل الأجل.
الحفاظ على الاستثمار في منتجات أو مع شركات منخفضة الرسوم
أثبتت الدراسات إلى أنَّ المستثمرين الأذكياء يمكنهم تجنب الخسارة من خلال التحكم بالتكاليف، نظرًا لأنَّه من المستحيل التحكم بالأسواق، بحيث يشار إلى أنَّ الاستثمار في الجهات أو الأسهم ذات الإنفاق المنخفض تعود بعائدات أكبر على الفرد واحتماليّة أعلى للتفوّق.
التركيز على جمع المعلومات الضريبية
يجب على المستثمر الناجح جمع المعلومات الماليّة الضريبيّة اللازمة كافةً ومعرفة الأمور التي قد تشكّل له عائقًا في حال تمَّ عرضها على السلطات الضريبيّة، ومن الممكن القيام بذلك من خلال استخدام الحساب الضريبيّ بالشكل الصحيح والتوصّل إلى المعاملة الضريبيّة الصحيحة المتعلّقة بكل استثمار قد يتم المضي فيه، بحيث إن حصل فشل ما في استثماراتك يمكنك تخطي التفكير بالجانب الضريبيّ من خلال تأمين ذلك مسبقًا.
المراجع
- ↑ JULIUS MANSA (31/1/2021), "Investor Definition", investopedia, Retrieved 19/10/2021. Edited.
- ↑ " key characteristics of a good investor", motilal oswalmf, Retrieved 19/10/2021. Edited.
- ↑ "5 Types of Inventors", larta, Retrieved 19/10/2021. Edited.
- ↑ THE INVESTOPEDIA TEAM (6/9/2020), "Active vs. Passive Investing: What's the Difference", investopedia, Retrieved 19/10/2021. Edited.
- ↑ "6 habits of successful investors", fidelity, 17/3/2021, Retrieved 19/10/2021. Edited.