من هو المضارب؟

يمكن تعريف المضارب Speculator بأنَّه الشخص الذي يتقوم بتخمين أسعار الأسهم أو الأوراق الماليّة ومراقبة التغيّرات التي ستطرأ عليها من انخفاض أو ارتفاع، كما أنَّه يقوم بالتداول فيها بناءً على التوقعات التي يضعها، مما قد يجعل من المتداول صاحب ثروة وميزانيّة جيّدة لتقديم المساعدة أو المساهمة في بعض الأعمال التجاريّة الأخرى، وبناءً على ذلك فإنَّ المضارب يستخدم استراتيجيات خاصة كمراقبة إحصائيات وأداء التداول على المدى الطويل لمحاولة التغلّب على المستثمرين التقليديين من خلال توقع التغييرات التي ستطرأ على الأسعار، ويتصف المضارب عادةً بالاهتمام بالمخاطرة، وامتلاك الخبرة الضروريّة في الأسواق التي يقوم بالتعامل معها.[١][٢]


صفات المضارب الناجح

يتوجب على المضارب امتلاك بعض الصفات الخاصة التي تجعل منه ناجحًا في مجال عمله كما هو الحال في مختلف الوظائف الأخرى، ويمكن توضيح أبرز هذه الصفات من خلال ما يأتي ذكره:[٣]


التفكير العقلاني

يحتاج المضارب إلى امتلاك القدرة على التحليل الموضوعيّ للأسواق والأحداث والأعمال التجاريّة بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى حاجته للتفكير واتخاذ القرارات المهمة المرتبطة بالحقائق المقاسة، واستخدام العقل بدلًا من العاطفة لتخمين الأسعار بنجاح.


تحليل الأنماط

يساعد تتبع الأنماط أو تسلسل الأمور والأحداث إلى القدرة على التنبؤ بالأمور قبل وقوعها، بحيث يستطيع المضارب أن يكتشف أوجه القصور بشكل أسرع من البقية.


الفكر المستقل

يجب على المضارب الجيّد عدم السير خلف الرأي السائد في السوق أو الأغلبية، بل استخدام التفكير من جانب مستقل والاعتماد على الجهد الذاتيّ في التوصل إلى الأدلة والتنبؤات الصحيحة لإعطاء التخمين اللازم.


تجربة السوق

يحتاج المضارب الجيّد إلى امتلاك الخبرة الجيّدة والتجربة في السوق للتنوّع والتعمق في كافّة الأمور والأحداث التي من الممكن أن تحدث فيه، ويساعد ذلك في إعطاء القدرة لاختيار الوقت المناسب الذي يقوم به المضارب باستثمار أمواله والقيام بحركته التالية.


التخطيط لحالات الطوارئ

حيث يتوجب على المضارب الناجح وضع الخطط البدلية في حال حدوث أمور مخالفة لما هو متوقع، فلا يكفي دراسة الأنماط والدلائل وتكوين رأي بناءً على ذلك.


السيطرة على المخاطر

يتطلب من المضارب المخاطرة في وضع التكهنات والتخمينات والسير على أساسها، وبناءً على ذلك يجب عليه التحكم في المخاطرة التي يقوم بها بحيث تقع ضمن الحدود المعقولة والتي لن تتسبب بحدوث خسائر فادحة في حال الفشل.


أنواع المضاربين

يوجد أربع أنواع رئيسة للمضاربين، والذي يمكن توضيحهم من خلال ما يأتي:[٤]

المضارب المتفائل أو المضارب على الارتفاع

يشير هذا النوع من المضاربة إلى الأشخاص الذين يتوقعون ارتفاع أسعار الأوراق الماليّة، حيث يقومون بشراء الأسهم والأوراق الماليّة بأقل من قيمتها الفعليّة لبيعها عند ارتفاع سعرها في المستقبل، ويرتبط الربح بعلاقة طرديّة مع ارتفاع أسعار الأسهم؛ ففي حال انخفاض أسعارها سيخسر المضارب، وفي حال ارتفاعها سيحقق الربح المطلوب.


المضارب المتشائم أو المضارب على الانخفاض

يشير مفهوم المضارب المتشائم إلى الأشخاص الذين يعتقدون بأنَّ فئة معينة من الأوراق الماليّة أو السوق بشكلٍ عام سيتجه نحو الانخفاض، وعندها فإنَّه سيحاول الاستفادة من الانخفاض في الأسعار لشراء الأسهم، وقد يقوم بعض الأفراد باقتراض بعض الأسهم ومن ثمَّ بيعها إلى جهات أخرى، وعند انخفاض أسعارها أكثر يشترونها مرة أخرى ويعيدونها إلى الجهة المقرضة.


مضارب المدى القصير

ويمكن تسميته أيضًا بالمتداول اليوميّ، وهو الشخص الذي يحاول الاستفادة من التغيرات التي تطرأ على السوق في المدى القصير، حيث يبحث هؤلاء المضاربون عن الأوراق الماليّة التي قد يحدث فيها تغيّر كبير في فترة قصيرة مما يعني تحقيق أرباح كبيرة خلال فترة قصيرة.


المضارب عديم الوفاء

يشير هذا النوع من المضاربين إلى الأفراد الذين لم يستطيعوا الوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بالتداول؛ بسبب إفلاسهم أو وشك حدوث ذلك لهم؛ بسبب عدم القدرة على تغطية خسائر التداول التي تكبدوها نتيجة تقلّبات السوق.


إيجابيات وسلبيات المضاربة

للمضاربة إيجابيات وسلبيات عديدة نوضح أهمها من خلال ما يأتي:[٥]


إيجابيات المضاربة

تتمثل أبرز إيجابيات المضاربة في ما يأتي ذكره:

  • دعم الاقتصاد: حيث يقوم بعض المضاربين بالمخاطرة في الاستثمار في الشركات التي من المتوقع أن تنخفض قيمتها، مما يدعم هذه الشركات وبالتالي يساهم في مساعدة اقتصاد الدولة.
  • الحفاظ على سيولة السوق: فمن خلال التداول النشط سيساهم ذلك في رفع مرونة الأسواق وقيمتها.
  • تحمل المخاطر: عند تحمل المضاربين للمخاطر، فهذا يعني أنَّ التمويل سيكون متاحًا بشكلٍ أكبر للشركات والمؤسسات في الاقتصاد.


سلبيات المضاربة

تتمثل أبرز سلبيات المضاربة في ما يأتي ذكره:

  • إحداث تغييرات غير معقولة في الأسعار: بحيث تؤثر التقييمات المرتفعة أو المنخفضة على الصورة العامة للأسعار، وإن كانت هذه التغيرات مؤقتة، إلا أنَّها ستترك آثارًا طويلة الأجل.
  • حدوث فقاعات اقتصادية: تحدث الفقاعات الاقتصاديّة نتيجة الطلب المتزايد على نوع أو فئة واحدة من الأوراق الماليّة؛ بسبب الارتفاع غير المنطقيّ للأسعار.


المراجع

  1. JAMES CHEN (19/11/2020), "Speculator", investopedia, Retrieved 30/10/2021. Edited.
  2. "Speculator", corporate finance institute, Retrieved 30/10/2021. Edited.
  3. "The 12 most important characteristics of a good speculator", full margin word press, 16/2/2012, Retrieved 30/10/2021. Edited.
  4. "Types of Speculators", financial yard, Retrieved 30/10/2021. Edited.
  5. "Speculation", corporate finance institute, Retrieved 30/10/2021. Edited.