يعرف الكساد الاقتصادي بأنَّه انكماش في دورة الأعمال يؤدي إلى هبوط حادّ ومستمرّ في النشاط الاقتصاديّ، ويمكن تعريفه أيضًا بأنَّه ركود حادّ طويل الأجل، ويُفهَم بالنسبة للاقتصاد الوطنيّ على أنَّه فترة رُبعَين متتاليين على الأقل من الانخفاض الفعليّ للناتج المحليّ الإجماليّ، ووفقًا للمكتب القوميّ للبحوث الاقتصاديّة؛ فإنَّ الركود الاقتصاديّ هو انخفاض واضح في النشاط الاقتصاديّ المتفشّي في الاقتصاد المستمرّ لبضعة أشهر، أما الكساد فهو ضعف الاقتصاد بشكل حادّ والذي يستمرّ من بداية ضعف الاقتصاد وتدهوره حتى عودته لنشاطه الطبيعي.[١]


ما هو الفرق بين الركود والكساد؟

هناك نكتة طريفة بين الاقتصاديين قديمًا تقول: الركود هو عندما يفقد جارك وظيفته، والكساد هو عندما تفقد أنت وظيفتك، ولغاية الآن لم يتم فهم الفرق بين المصطلحين بشكل جيّد لأنَّه لا يوجد تعريف عالميّ متفق عليه على هذين المصطلحين، بحيث لو طُلِبَ من عدد من الاقتصاديين تعريف كل من الكساد والركود فسيكون تعريف كل منهم مختلفًا عن الآخر.[٢]


الركود الاقتصادي

تقدم لجنة المواعدة لدورة الأعمال في المكتب القوميّ للبحوث الاقتصاديّة (NBER) طريقةً أفضل تكشف إذا ما كان هناك ركود أم لا، حيث تحدد هذه اللجنة مقدار النشاط التجاريّ في الاقتصاد من خلال النظر في أمور مثل؛ التوظيف والإنتاج الصناعيّ والدخل الفعليّ ومبيعات التجزئة والجملة، وتعرّف اللجنة الركود الاقتصاديّ بأنَّه الفترة التي يصل فيها النشاط التجاريّ إلى ذروته ليبدأ في الانخفاض حتى يصل إلى القاع، ووفقًا لهذا التعريف فإن متوسط الركود يستمرّ لعام.[٢]


الكساد الاقتصادي

يعرف الكساد الاقتصاديّ بأنَّه انخفاض حادّ ومستمرّ في الاقتصاد يسبب انخفاضًا في الناتج المحليّ الإجماليّ، وعندما يضرب هذا الكساد الاقتصاديّ أيّ دولة فإنَّه أشبه بالسرطان حيث يتفشّى بجسد الاقتصاد بالكامل، وتجدر الإشارة إلى أنَّ ثقة المستهلك والاستثمارات سوف تنخفض مما يتسبب بإغلاق الاقتصاد؛ فهذا الزائر غير المرغوب فيه سوف يطرق أبواب الغالبيّة وسيؤثر على العديد من الجوانب الاقتصاديّة المختلفة، وفي الآتي بيان لأهم تأثيراته:[٣]

  • ارتفاع مستمرّ في معدل البطالة.
  • تهاوي الائتمان المتاح.
  • تناقص مخرجات الإنتاج والإنتاجيّة.
  • انخفاض الناتج المحليّ الإجماليّ.
  • الإفلاس على الصعيد الشخصيّ أو التجاريّ.
  • التخلّف عن سداد الديون السياديّة.
  • انخفاض التجارة الداخليّة والتجارة العالميّة.
  • انخفاض حادّ في سوق الأسهم.
  • تقلّب مستمرّ في أسعار الأصول.
  • انخفاض قيمة العملة.
  • انخفاض التضخم أو انعدامه أو حتى الانكماش.


هل يتحوّل الركود إلى كساد؟

بعد التعرّف على كل من الكساد والركود فكيف يمكن التمييز بينهما؟ يمكن تحديد الفرق بين الكساد والركود من خلال النظر في تغيّرات الناتج القوميّ الإجماليّ، فالكساد هو أيّ انكماش اقتصاديّ ينخفض فيه الناتج المحليّ الإجماليّ الحقيقيّ بأكثر من نسبة 10%، أما الركود فهو انكماش اقتصاديّ أقل حدّة، وبناءً على ما سبق ووفقًا لهذه المقاييس وبالعودة بعجلة التاريخ إلى فترة الكساد العظيم والتي سيتم التطرّق إليها بشكل أكثر تفصيلًا، فإنَّ الكساد الأخير في الولايات المتحدة كان من آيار 1937م إلى حزيران 1938م، حيث انخفض الناتج المحليّ الإجماليّ الحقيقيّ بنسبة 18.2%، وباستخدام هذه الطريقة فإنَّ الكساد العظيم/الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي كان بحدثين منفصلَين: كساد حادّ بشكل رهيب وخانق من آب 1929م إلى آذار 1933م، فقد انخفض الناتج المحليّ الإجماليّ بما يقارب 33% تقريبًا، وكساد آخر أقل حدّة في الفترة ما بين 1937م إلى 1938م.[٢]


والركود هو جانب طبيعيّ من دورة الأعمال والذي يحدث بشكل عام عندما يتقلّص الناتج المحليّ الإجماليّ لربعين على الأقل، أمَّا الكساد فهو انخفاض حادّ في النشاط الاقتصاديّ يستمرّ لسنوات عدة، وهذا ما قد يجعل حالات الركود أكثر شيوعًا، فمنذ عام 1854م كان هناك 33 حالة ركود في الولايات المتحدة وحالة كساد واحدة فقط، ويبقى السؤال هل من الممكن أن يتحوّل الركود إلى كساد؟ الإجابة نعم، فإذا امتدّ الركود لسنوات فإنَّه سيتحّل إلى كساد.[٣]


الكساد الكبير

كان الكساد الكبير أسوأ انكماش اقتصاديّ في تاريخ الولايات المتحدة، حيث بدأ عام 1929م ولم ينحسر إلّا في أواخر الثلاثينيات، وقد كان انهيار سوق الأسهم في تشرين الأول 1929م مبشرًا بقدوم شبح الكساد، وبحلول عام 1933م وصلت نسبة البطالة إلى 25% وامتد شبح الكساد ليطال البنوك حيث توقف أكثر من 5000 بنك عن العمل، وقد حاول الرئيس الأمريكي آنذاك هربرت هوفر بتحفيز الاقتصاد من خلال عدد من الإجراءات؛ لكنَّ كل هذه الإجراءات لم تساعد على طرد شبح الكساد، وفي تشرين الثاني من عام 1932م انتُخب فرانكلين روزفيلت رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية وتمَّ تنصيبه في آذار 1933م، وقدّم ما يعرف بالاتّفاق الجديد أو الصفقة الجديدة وهي عبارة عن مجموعة من البرامج الاقتصاديّة لمواجهة الكساد الكبير والذي انتهى في عهده.[٤]


المراجع

  1. "depression", britannica, 7/10/2021, Retrieved 7/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Is the Distinction Between a Recession and a Depression?", thoughtco, 8/10/2021, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Economic Depression", investopedia, 7/10/2021, Retrieved 7/10/2021. Edited.
  4. "The Great Depression", khanacademy, 8/10/2021, Retrieved 8/10/2021. Edited.