ما المقصود باحتكار القلة؟

يعرف الاحتكار بسيطرة جهة معينة على سلعة أو خدمة أو مجموعة من السلع أو الخدمات، سواء كان على مستوى التسويق أو الإنتاج، أما احتكار القلة فهو عبارة عن سيطرة مجموعة من الجهات أو الشركات، وغالبًا ما تكون مجموعة صغيرة على السلع والخدمات، بحيث تتمكن هذه المجموعة من التحكم في توفر هذه السلع والخدمات وكذلك تتحكم بأسعارها، سواء كان هذا التحكم صريحاً وناتجاً عن اتفاق فيما بين المجموعة، أو ضمنياً دون أي اتفاق، ومن أبرز المجالات التي يمكن أن يحدث فيها احتكار القلة: النفط، صناعة المعادن، خدمات الاتصالات، وللتعرف بشكل أفضل على مفهوم احتكار القلة سنتناول خلال هذا المقال أبرز المعلومات المتعلقة به.^[١]

ميزات احتكار القلة

على الرغم من أن مفهوم الاحتكار يتم استقباله بشكل سلبي في أغلب الأحيان من قبل المستهلك، إلا أن هناك بعض الجوانب الإيجابية له حينما يكون احتكار قلة، وفي ما يلي أبرز هذه الإيجابيات:

التنافسية

عندما يكون هناك أكثر من جهة تسيطر على نفس المجموعة من السلع أو الخدمات، فإن ذلك يخلق تنافسية فيما بينهم بشكل ضمني، وبحيث تسعى كل شركة أو جهة في زيادة حصتها من السوق، وبالتالي فإن هذا يؤدي إلى تحسن جودة الخدمات والسلع، بالإضافة إلى توفرها بكميات كافية، وكذلك تدني أسعارها نسبيًا.^[٢][٣]

التطور

يوفر احتكار القلة للشركات إيرادات عالية في أغلب الأحيان، مما يؤدي إلى وفرة في الأموال المخصصة للاستثمار، وبالتالي يمكن أن تتوجه هذه الشركات إلى البحث والتطوير، من أجل إدخال منتجات جديدة إلى الأسواق، وتتجلى هذه الإيجابية في قطاع الصيدلة، إذ إن الفائض في إيرادات شركات الأدوية نتيجة احتكارها لبعض أنواع العلاجات، يقودها إلى إجراء أبحاث لإيجاد علاجات إما أكثر كفاءة وأقل آثار جانبية، أو حتى إيجاد علاجات لأمراض مستعصية.^[٢][٣]

سلبيات احتكار القلة

يتجاوز عدد السلبيات لاحتكار القلة عدد الإيجابيات بشكل ملحوظ بالنسبة للمستهلكين، وفيما يلي أبرز هذه السلبيات:

انحسار الخيارات

عندما تحتكر شركتان أو ثلاث نوعاً محدداً من المنتجات، فإن عملاء هذه المنتجات لا يملكون خيارات كثيرة، فإما أن يختاروا منتجات الشركة (س) أو منتجات الشركة (ص)، ويتجلى هذا الانحسار في مجال صناعة الطائرات التجارية، إذ تحتكر كل من شركة إيرباص وشركة بوينغ هذه الصناعة، وعلى جميع شركات الطيران أن تختار إحدى هاتين الشركتين للتعامل معها.^[٢][٣]

تدني الكفاءة

في بعض الحالات، وعندما يكون هناك اتفاق صريح ما بين أطراف احتكار القلة، فإن أغلب هذه الأطراف لا تجد جدوى من تطوير منتجاتها وتحسينها، ولا حتى السعي من أجل خفض تكلفتها، وذلك لحقيقة أن المستهلكين ليس لديهم أي خيار سوى شراء منتجات أحد هذه الأطراف، وهذا بدوره يقود إلى النقطة السلبية التالية وهي تراجع النمو الاقتصادي.^[٢][٣]

تراجع النمو الاقتصادي

عادة عندما يواجه المستهلكون احتكار قلة، وفي نفس الوقت يجدون أن جودة المنتجات ليست بالمستوى المطلوب، فإن إنفاقهم عليها ينحسر فقط عند الحاجة الملحة، وبالتالي يقود ذلك إلى تراجع الإنفاق، ومن المعروف بأن إنفاق المستهلكين هو وقود النمو الاقتصادي. ^[٢][٣]