ما المقصود بإدارة الموارد البشريّة؟

تعد إدارة الموارد البشريّة Human Resource Management إحدى أهم الأقسام التي تمَّ استحداثها في المنظمات، فهي تمثل الوظيفة التنظيميّة التي تدير جميع القضايا المتعلّقة بالأفراد، والتي ترتكز على اتباع نهج استراتيجيّ شامل لإدارة هؤلاء الأفراد أو العاملين في المنظمات بالإضافة إلى التحكّم بثقافة وبيئة مكان العمل باعتبارهم أصولًا للشركات، ويشمل ذلك تعويضهم وتحفيزهم والقيام بعمليات التوظيف والتقييم وإدارة الأداء والسلامة العامة للموظف وغيرها العديد من الجوانب المهمة المتعلّقة بهم، لذلك تقوم فكرة إدارة الموارد البشريّة الأساسيّة على أنَّ الإدارة الجيّدة للموظفين تمكّنهم من المساهمة بشكلٍ فعّال ومُنتج في اتجاه تحقيق الأهداف العامة للشركة أو المؤسسة وزيادة إنتاجيتهم مما يعني بطبيعة الحال زيادة المبيعات وإمكانية تحقيق مستوى أعلى من الأرباح المتوقعة، حيث يقوم أعضاء قسم الموارد البشريّة بتقديم الأدوات اللازمة والخدمات الإداريّة والتدريب والاستشارات القانونيّة لكل من الإدارة والموظفين في آنٍ معًا، والإشراف على إدارة المواهب التي تحتاجها الشركات وتنميتها في المسار الصحيح الذي يمكن أن يعود بالفائدة على الشركة من خلال الاحتفاظ بهذه الطاقات والاستثمار بها للمستقبل.[١]


بدء ظهور إدارة الموارد البشريّة

ظهر مفهوم إدارة الموارد البشريّة لأول مرة في نهاية القرن التاسع عشر تقريبًا، عندما ظهر من يُعرفون بضبّاط الرفاهية أو أُمناء الرفاهية، حيث كانت حركة تتكوّن من النساء والفتيات الذين قاموا بتأسيس هذه الحركة كرد فعل على بعض العوامل التي كان من شأنها اضطهاد الحقوق العماليّة لهنَّ وللعديد من الأشخاص الآخرين، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٢]

  • قسوة الظروف الصناعيّة وبيئة العمل.
  • عدم مراعاة أصحاب العمل لظروف الأمهات والأطفال للأمهات العاملات.
  • الضغوط التي نشأت عن التمييز.
  • تأثير النقابات والحركات العماليّة، وغيرها العديد من العوامل الأخرى.


تطوّر إدارة الموارد البشريّة في القرن العشرين

تم في بداية القرن العشرين، ومع حدوث الحرب العالميّة الأولى تجنيد أعداد كبيرة من النساء في الأعمال المكتبيّة والإداريّة لسدِّ الثغرات التي خلّفها الرجال الذين ذهبوا للقتال، وأدّى ذلك فيما بعد إلى التوصّل إلى اتفاقات مع النقابات العماليّة بعد صراع مرير حول الحقوق الواجب فرضها للنساء العاملات وتغيير مستويات التوظيف ومبدأ تطبيقها في المؤسسات والشركات التابعة للحكومات آنذاك، وخلال القرن العشرين وتطوّر التكنولوجيا والعلم وظهور العديد من الصناعات الإبداعيّة الجديدة تمَّ إنشاء مسميّات مختلفة كمدير العمل ومسؤول شؤون التوظيف نظرًا لازدياد أعداد العاملين بشكلٍ كبير، وظهور الحاجة لمسمى وظيفي يمكّن الإدارة العليا من البقاء على اطّلاع بأبرز التطوّرات المتعلقة بالعمّال والموظفين والتحكم بسير الأعمال معهم ضمن بيئة عمل وثقافة مناسبة تساعد في تحفيزهم وتحسّن من إنتاجية كل فرد منهم، وفي عام 1945م تمَّ ضم جميع المصطلحات السابقة تحت مفهوم إدارة شؤون الموظفين بعد التجربة التي أُجريت في وقت الحرب والتي لوحظ أنَّ سياسات التوظيف تؤثر على الإنتاج والإنتاجية.[٢]


وفي ستينيات القرن الماضي تمَّ تشكيل لجنات تحقيق في العلاقات الصناعيّة السيّئة والتي تمَّ لوم مديري شؤون الموظفين عليها فيما بعد بالإضافة إلى أرباب العمل والنقابات بسبب عدم إعطاء الاهتمام اللازم لقسم إدارة شؤون الموظفين مما أدّى إلى فشل أو ظهور مشكلات في أجزاء مختلفة من الأعمال، لذلك وبناءً على ما سبق وفي السبعينيات من القرن الماضي بدأ التوظيف بالتطوّر بشكلٍ ملحوظ، وفي الوقت نفسه تمَّ العمل على تطوير تقنيات التدريب والتأهيل الخاصة بالموظفين للتأكيد على توفر الإمكانيات اللازمة لديهم لشغر الوظائف المتاحة باستخدام نظريات خاصة حول علم الاجتماع وما إلى ذلك، وتم في الثمانينيات تحويل مصطلح إدارة شؤون الموظفين إلى إدارة الموارد البشريّة التي قامت باعتبار الموظفين كأصل من أصول الشركات ومصدرًا مهمًا للربح.[٢]


الأنشطة الحالية لإدارة الموارد البشريّة

قامت إدارة الموارد البشريّة على مدى القرنين الماضيين بالاهتمام في الأفراد ومدى قدرتهم على الإنتاج ورضاهم الوظيفيّ لما يمكن لذلك أن يترك أثراً مهمًا على نجاح الأعمال بشكلٍ عام، وتطورت مهام وإنجازات إدارة الموارد البشريّة خلال تلك الفترة، وفيما يأتي أهم الأنشطة التي تقوم بها هذه الإدارة في الوقت الحالي:[٣]

  • تخطيط مبادرات الموارد البشريّة وتلبية الاحتياجات المستقبليّة للشركة وتصميم نظام يمكن أن يساعد في تحقيق تلك الاحتياجات.
  • توظيف المهارات البشريّة المناسبة باختيار الشخص صاحب الكفاءات الأفضل من ضمن المشرحين لشغر وظيفة ما.
  • متابعة الأمور المتعلّقة بالصحة، بحيث تهتم إدارة الموارد البشريّة بصحة الموظف وحمايته وإعطاء سياسات ولوائح الدعم لهم لتجنب مواجهة أي مشكلات صحيّة أو نفسيّة.
  • ضمان فريق الموارد البشريّة الدعم العاطفيّ والنفسيّ الخاص بالموظفين، ومتابعة مشاكلهم والعمل على حلها.
  • حل المشكلات المتعلّقة بقانون العمل والشكاوى التي قد تقع بين الإدارة والموظفين.
  • وضع المعايير الإدارية والمساهمة في تحديد الترقيات ونقل الموارد والإجازات المرضيّة وكافّة الشؤون المتعلقة بالموظفين أو الأفراد.


المراجع

  1. SUSAN M. HEATHFIELD (1/3/2021), "What Is Human Resource Management", the balance careers, Retrieved 11/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Matthew Pinto-Chilcott, "The History of Human Resource Management (HRM)", consensus hr, Retrieved 11/9/2021. Edited.
  3. Techfunnel Author (27/7/2021), "Important Functions of Human Resource Management in 2021", tech funnel, Retrieved 11/9/2021.