شرح عن سوق العمل

ما المقصود بسوق العمل؟

يشير مفهوم سوق العمل Labor Market إلى السوق الذي يقدّم فيه الأفراد خبراتهم ومؤهلاتهم ومهاراتهم وما يمتلكونه من معرفة إلى أصحاب أو أرباب الأعمال للحصول على أجر ماديّ مقابل تنفيذهم بعض المهام التي توكل إليهم استنادًا على الموقع الذي سيمثلونه في المنظمة، أيّ بشكلٍ آخر فإنَّ مفهوم سوق العمل يشير إلى حجم العرض والطلب على العمالة، بحيث يوفر أصحاب العمل فرص الطلب ويقدّم الموظفون العرض له، ويعتبر سوق العمل المكون الرئيس في اقتصاد أيّ دولة بحيث يرتبط بشكلٍ مباشر ومعقد مع الأسواق الخاصة برأس المال والمنتجات والخدمات، ومن خلال اعتبار الموظف أصلًا من أصول المنظمات زاد ذلك من تأثير سوق العمل على الاقتصاد، بحيث تعتبر العمالة عاملًا مهمًا في إنتاج السلع وتقديم الخدمات، ودون تواجدهم لن تصل المنظمات إلى أهدافها أو تتمكن من تحقيق الأرباح المرجوة، هذا ويتأثر سوق العمل بعوامل عدّة كالهجرة، والفئة العمرية للسكان ومستويات التعليم في الدولة، حيث يزداد عرض العمالة في حال توفر البيئة المناسبة للعمل وتوفر أجور تلائم موقع الموظف وخبراته.^[١]

ما هي مكونات سوق العمل؟

تكمن أهمية سوق العمل في العائد الذي يعود به على اقتصاد الدول وأصحاب الأعمال باعتبارهم أساس نجاح كل مشروع أو فكرة، ويعتبر أيّ موظف يعمل داخل المنظمة مقابل أجر ماديّ جزءًا من سوق العمل، ويتكوّن سوق العمل هذا من عدّة مكونات أساسيّة يمكن توضيحها من خلال ما يأتي:^[٢][٣]

أولًا: القوى العاملة المتاحة

يشير ذلك إلى مشاركة إجمالي القوى العاملة في السوق؛ بحيث توضح عدد المشاركين المتاحين للعمل في السوق ويتم الأخذ بعين الاعتبار كافة الأفراد الذين يقدّمون مهاراتهم وخبراتهم ومعرفتهم بغض النظر عن الصناعة التي سيتم تكريس هذه الخدمات لأجلها، وفي سوق العمل لأيّ دولة ستلاحظ وجود عدد كبير من القوى العاملة المتاحة في السوق والتي تتطلع إلى العمل في أنواع مختلفة من الصناعات التي من الممكن أن تلائم مؤهلاتهم، ويعود سبب توفر أعداد كبيرة من القوى العاملة في سوق العمل لعدّة أسباب أهمها ارتفاع مستويات البطالة في معظم الدول.

ثانيًا: القوى العاملة التي يمكنها التقدّم للوظائف

تمثل هذه الفئة الأفراد الذين تعتبر الفرصة لديهم متاحةً من أجل التقدّم إلى وظائف معينة والتي يرونها ملائمةً لما يمتلكونه من مؤهلات أو مهارات، فمثلًا إن كان شخص ماهرًا في تصميم الألعاب ويمتلك خلفيّةً جيّدةً عن هذه الأمور فسيمكّنه ذلك من التقدّم إلى الوظائف التي تتطابق مع هذا المجال، كالوظائف المتاحة في كل من المنظمات أو الشركات المتخصصة في صناعة وتطوير الألعاب لصقل مهاراته وتطوير أداءه من خلال تبادل المعرفة وبناءً عليه يدرس صاحب الطلب كافة الملفات أو الطلبات التي تمَّ تقديمها لملء الشواغر لديه بالاعتماد على الكفاءة.

ثالثًا: القوى العاملة المتقدّمة للوظائف

يشير هذا المكوّن إلى مجموعة الأفراد الذين أبدوا اهتمامهم بمنصب وظيفي معين وقاموا بإرسال سيرتهم الذاتية لذلك، والتي تشكل أيضًا المرحلة الأولى من مراحل التوظيف، وبعد ذلك تتمكن المنظمة من اختيارهم للانتقال إلى المرحلة التالية من عملية المقابلة، ويعد قسم الموارد البشريّة العنصر الأساسيّ في أداء هذه المهام لاختيار الشخص المناسب للمنصب الوظيفيّ المتاح.

رابعًا: القوى العاملة التي تمَّ اختيارها

يتبع مراحل التقييم وإجراء المقابلات كلًا من عملية التوظيف والتدريب، فبعد مرور الأفراد بعمليات وإجراءات طويلة وطرق اختبار مختلفة يتم اختيار الشخص الأفضل والمؤهل بشكل أكبر بناءً على عوامل مختلفة تؤخذ بعين الاعتبار، ويقوم فريق الموارد البشرية بتعيينه في المنصب المطلوب بعد التأكد من تدريبه ومتابعة أدائه بالشكل الصحيح ولفترة زمنية محددة حسب الحاجة.

ما هي خصائص سوق العمل؟

يمتاز سوق العمل بعدة خصائص واضحة، تتمثل في ما يأتي:^[٣]

• سوق العمل يمثل العامل الحاسم في تحديد كيفية تخصيص العمالة وتكلفة العمل بصيغة بسيطة، حيث يقوم الموظف بتقديم الخدمات والإنتاج وجني الأرباح لأصحاب العمل مقابل الحصول على الأجر المادي الذي يتفق عليه من خلال العقد بين الطرفين.
• سوق العمل قد يكون وهميًا ليس له وجود على أرض الواقع إلا أنَّه موجود فعليًا في المطلق، بحيث يقوم الأفراد بتقديم العرض فيه بما يملكونه من مؤهلات ليشكّل أصحاب العمل من جهة أخرى الجانب الآخر بتقديم الطلب، ومن الممكن أن يكون مقدّم الطلب فردًا أو منظمة.
• سوق العمل يمكن أن يكون محليًا أو وطنيًا أو حتى دوليًا، بحيث يعتبر المكان الذي يتم من خلاله تبادل المعلومات حول معدلات الأجور، مستوى المنافسة، موقع العمل وشروط التوظيف، وذلك يشمل كل الدول حول العالم، فلا توجد دولة ليس لديها سوق عمل.