ماذا يتطلب سوق العمل؟

مفهوم سوق العمل

يشير مفهوم سوق العمل Job Market إلى السوق الذي يبحث فيه أصحاب العمل عن موظفين يمتلكون مزايا ومهارات مناسبة للوظائف المتاحة لديهم في الشركات أو المؤسسات، وفي الجهة المقابلة فإنَّ الأفراد أيضًا يبحثون عن الوظيفة التي تلائم مهاراتهم وخبراتهم وتلبي رغباتهم في نفس الوقت، وقد لا يمثل سوق العمل شيئًا ملموسًا بحيث تكمن الفكرة الأساسيّة فيه على توضيح التفاعل والمنافسة بين القوى العاملة في السوق، وكما هو الحال في أيّ سوق فإنَّه يتأثر بحجم العرض والطلب على التخصصات الموجودة والمجالات التي تحتاجها الأعمال، ويتأثر أيضًا بكافّة العوامل المؤثرة في الاقتصاد الكليّ، هذا ويعد سوق العمل مكونًا أساسيًا في اقتصاد أيّ دولة، لذلك ينعكس بصورة مباشرة على حجم العرض والطلب للسلع والخدمات التي تقدمها المنشآت الصناعية للدولة.^[١]

ماذا يتطلب سوق العمل؟

يمكن اعتبار نظام سوق العمل كما في عمليات المبيعات، بحيث يشير البائع إلى الأفراد الذين يبحثون عن العمل، ويقدّمون ما لديهم، ومن الناحية الأخرى، فإنَّ صاحب العمل يمثل المشتري من خلال اختيار الشخص الأفضل والمؤهل ليصبح موظفًا لديهم بناءً على العديد من العوامل، وعليه فإنَّ سوق العمل يتطلب العديد من الأمور كالمهارات، المعرفة، الخبرة، والتعليم وما إلى ذلك، ويمكن تلخيص هذه المتطلبات من خلال ما سيأتي ذكره:^[٢][٣][٤]

المهارات التي يحتاجها سوق العمل

تلفت المهارات نظر أصحاب العمل وخصيصًا عندما يحتاج العمل إلى مجموعة من المهارات المعيّنة، لذلك يتوجب على الفرد محاولة امتلاك أهم هذه المهارات للتأكد من إمكانيّة تلبيته لمهام الوظائف المطروحة، وفي ما يأتي أرز هذه المهام:

مهارات الحاسوب

يمكن القول بأنَّ مهارات الحاسوب أصبحت ضروريّة في كل الوظائف، بحيث يجب على الأفراد الراغبين بالتقدّم إلى الوظائف معرفة كيفية استخدام الحاسوب، وذلك ابتداءً من كيفية تشغيله وامتدادًا إلى معرفة التعامل مع برامج معالجة النصوص أو الصور وجداول البيانات مثل: Excel, Word, PowerPoint.

مهارات التواصل

يجب أن يظهر الأفراد امتلاكهم القدرة على التواصل وإنشاء العلاقات ونقل المعلومات بالصورة الصحيحة إلى الأشخاص الآخرين، فإن كنت متقدمًا لوظيفة مندوب مبيعات، فإنَّه يتوجب عليك تسويق المنتج أو الخدمة والعمل على إيصال صورته بطريقة مناسبة لتحفزه للقيام بعملية الشراء.

مهارات خدمة العملاء

يهتم أصحاب العمل كثيرًا بالعملاء؛ نظرًا لكونهم مصدر الربح الأساسيّ للشركات التجاريّة، وعليه يتوجب على الشخص المتقدّم للوظيفة حتى وإن كانت لا ترتبط بشكلٍ مباشر بالتعامل مع العملاء القيام بفهم العلاقة السليمة التي يجب أن تبنى معهم، وكيفية التعامل معهم بالطريقة التي تشجعهم على الشراء ونقل صورة جيّدة عن الشركة.

مهارات حل المشكلة

يواجه الموظفون في الشركات العديد من المشكلات بغض النظر عن المستوى الوظيفيّ للفرد، ولذلك يهتم أيضًا أصحاب العمل بقدرة الشخص على حل المشكلة والتمتع بمهارات التفكير الناقد، بالإضافة إلى سرعة البديهة في استحضار الحلّ المناسب، وإن كان ذلك تحت الضغط، والمحاولة في إيجاد طرق أكثر فعالية لإكمال الأعمال.

الشهادات الدراسية

تحتاج الكثير من الجهات إلى تقديم إثبات يتعلّق بإتمام دراسات الفرد في مرحلة ما، فقد تحتاج بعض الوظائف إلى امتلاك المتقدّم لها إلى شهادة الثانويّة العامة كحد أدنى، في حين أنَّ بعض الوظائف الأخرى قد تتطلب امتلاك شهادة جامعيّة متوسطة أو عليا، الأمر الذي يؤثر على رغبات الأفراد في التقدّم للوظائف، وبالتالي فإنَّ تحديد المؤهل الجامعيّ الذي تحتاجه الشركة أو عارض الوظيفة سيوفر الكثير من الوقت اللازم لدراسة ومراجعة الطلبات المقدّمة لهم.

مجالات المعرفة التي يتطلبها سوق العمل

يتطلب سوق العمل أيضًا امتلاك الأفراد للمعرفة والخبرة الضروريّة في أحد المجالات، ويمكن توضيح أهم المجالات التي يتطلبها سوق العمل في هذه الآونة من خلال ما يأتي:

الذكاء الاصطناعي

ارتفع مؤخرًا وخلال السنوات الماضية الحاجة إلى التعلم الآلي وتطوير مجال الذكاء الاصطناعيّ وإنشاء النماذج وتعديلها، والتي يمكن توظيفها في تصميم البرامج أو الهندسة وما إلى ذلك.

حوسبة المعلومات

تهتم العديد من الشركات إلى تحويل كافّة معلوماتها وعملياتها لتصبح باستخدام الحاسوب والشبكات العالميّة، مما يسمح لها القيام بأعمالها وتطوير أدائها.

الترجمة

بحيث أصبحت الشركات تسعى إلى التوسع والوصول إلى العالميّة، مما يتطلب الحاجة إلى فهم الشعوب الأخرى والتخاطب معهم وإدراك احتياجاتهم.

تطوير تطبيقات الهواتف الذكية

أصبح عالم البرمجة والعمل على التطبيقات الذكيّة والألعاب أحد أهم المجالات التي تُطرح فيها العديد من الوظائف يوميًا نتيجةً للتطوّر الهائل الذي يشهده العالم ارتباطًا بالتكنولوجيا.

إنتاج الفيديوهات والأصوت

أصبحت الحاجة إلى تسجيل الفيديوهات وتحريرها وإنتاجها أمرًا مهمًا تتطرق له الشركات؛ نظرًا لأهمية المحتويات المرئيّة من حولنا في هذه الآونة.