أنواع التضخم

يعرف التضخم Inflation بأنَّه ارتفاع مستمرّ في المستوى العام للأسعار الذي ينجم عنه انخفاض القوّة الشرائية لعملة معيّنة مع مرور الوقت، ولا يكون ارتفاع الأسعار تضخماً إلا إذا حقق الشروط التي وردت في تعريفه؛ وهي أن يكون الارتفاع على المستوى العام للأسعار، وليس لسلعة واحدة، وأن يكون ارتفاعاً مستمراً، وبالتأكيد أن يمكث هذا الارتفاع فترة معيّنة من الزمن، ويتم التعبير عن الارتفاع في المستوى العام للأسعار غالباً بالنسبة المئوية، ويعني ذلك أنَّ وحدة العملة للدولة تشتري فعليًا أقل مما كانت عليه في الفترات السابقة قبل هذا الارتفاع،^[١] وهنالك أنواع متعددة للتضخم سيتم توضيحها في هذا المقال.

ما هي أنواع التضخم؟

هنالك عدة نظريات تفسّر ارتفاع الأسعار المؤدّي للتضخم، ومن هذه النظريات، نظرية الطلب والسحب فوفقًا لهذه النظرية، فإنَّ السبب الرئيس لحدوث التضخم هو الزيادة العامة في الطلب على السلع والخدمات، فعند تجاوز الطلب للعرض سترتفع الأسعار ويحدث التضخم، وأمَّا النظرية الثانية فهي نظرية دفع التكلفة، وتفسر هذه النظرية سبب حدوث التضخم الذي يعود إلى اضطرار الشركات لرفع أسعار السلع والخدمات، بسبب زيادة تكاليف إنتاج هذه السلع والخدمات، وأخيراً نظرية التضخم النقديّ التي تفسر حدوث التضخم بسبب الزيادة المفرطة في المعروض النقديّ، الذي يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائيّة للعملة، وهنالك العديد من التصنيفات المعتمدة في تصنيف التضخم أشهرها تصنيف التضخم حسب سرعة ارتفاع الأسعار، وفيما يأتي تفصيل لهذا التصنيف:^[٢]

التضخم الزاحف Creeping Inflation

ويطلق على التضخم الزاحف اسم التضخم المعتدل ويحدث هذا التضخم عند ارتفاع الأسعار بنسبة 3% سنويًا أو أقل من ذلك، ووفقًا لمجلس الاحتياطي الفيدراليّ، فإنَّه عند ارتفاع أسعار السلع والخدمات بنسبة 2٪ أو أقل من ذلك فإنَّ هذا الارتفاع مفيد للنمو الاقتصاديّ، كما أنَّ هذا النوع من التضخم المعتدل يجعل الأفراد متوقعين لحدوث استمراريّة في ارتفاع الأسعار، وهذا التوقع يعزز الطلب، فيقوم الأفراد بشراء السلع والخدمات في الوقت الراهن للتغلّب على الأسعار المستقبليّة المرتفعة لها، وهذا الشراء سيقود التضخم بهذه النسب إلى التوسع الاقتصاديّ، وتقوم أغلب الحكومات بتحديد نسبة 2% للتضخم كنسبة تضخم مستهدفة.

التضخم المتنقل Walking Inflation

ويطلق عليه اسم التضخم القويّ أو التضخم المدمر الذي تتراوح نسبته بين 3-10% في السنة، وهو مضرّ بالاقتصاد لأنَّه يؤدي إلى ارتفاع النمو الاقتصاديّ بسرعة كبيرة وبنسبة عالية، حيث يبدأ الأفراد فيه بعمليات شراء تفوق الحاجة وذلك لتجنب ارتفاع الأسعار للسلع والخدمات في الوقت اللاحق والذي سيؤدّي إلى زيادة الطلب بشكل كبير جداً بحيث لا يستطيع المنتجون مواكبة هذا الطلب أي فإنَّ الطلب سيتجاوز العرض، ومن ثمَّ ستصبح العديد من الخدمات والسلع بعيدة عن متناول الأفراد.

التضخم الراكض Galloping Inflation

عند ارتفاع التضخم إلى نسبة ال 10% أو ما يزيد عنها، ستصبح هنالك فوضى عارمة في الاقتصاد، وستقل القدرة الشرائيّة للعملة بشكلً لا يمكّن الموظفين من مواكبة الارتفاع في الأسعار والتكاليف، والذي سيؤدّي إلى تجنب الاستثمار في هذه البلد وحرمانها من رأس مال الاستثمار، كما ستوصف ملامح الاقتصاد بعدم الاستقرار.

التضخم المفرط Hyperinflation

وهو أخطر وأهتك أنواع التضخم ففيه تبدأ الأسعار بالارتفاع بنسب تتجاوز أكثر من 50٪ شهريًا، وهو حالة نادرة من التضخم وقد كان يحدث سابقاً في أوقاتي الحروب والثورات، ويعود السبب في ذلك إلى طباعة الحكومة النقود بكميات كبيرة جداً لتغطية وتمويل تكاليف هذه الحروب، ومن أشهر الأمثلة على هذا التضخم الجامح هو التضخم الذي حصل في فنزويلا في العقد الأول من القرن الحالي.

أنواع أخرى للتضخم

وهنالك أنواع أخرى للتضخم موضحة على النحو التالي:

تضخم الطلب والجذب Demand-pull Inflation

ويحدث هذا التضخم عند تجاوز الطلب على السلع أو الخدمات للقدرة الإنتاجيّة للمؤسسات، فتؤدي هذه الزيادة إلى ارتفاع الأسعار.^[٣]

تضخم دفع التكلفة Cost-push Inflation

عندما تزداد تكلفة الإنتاج بسبب الزيادة في أسعار المدخلات كالمواد الخام والعمالة والكهرباء والمياه والوقود وما إلى ذلك، فيتم تحميل هذه الزيادة للمستهلك عن طريق رفع سعر المنتج.^[٣]

التضخم الداخلي Built-in Inflation

ويحدث هذا بسبب التوقعات في ارتفاع الأسعار في المستقبل، فيزداد الطلب في الوقت الحالي وتزداد الأسعار نتيجةً للزيادة في الطلب؛ مما يؤدي إلى حدوث التضخم الداخليّ.^[٣]

التضخم المصحوب بالركود Stagflation

ويحدث مثل هذا النوع من التضخم المصحوب بالركود التضخميّ عندما يكون النمو الاقتصاديّ راكدًا، ولكن لا يزال هناك تضخم في الأسعار، وبشكل أوضح؛ يحدث هذا التضخم عند عدم الزيادة في الطلب مع ارتفاع مستمرّ في الأسعار للسلع والخدمات بنفس الوقت.^[٤]

التضخم الأساسي Core Inflation

يقيس معدل التضخم الأساسيّ الارتفاع في أسعار جميع أنواع السلع والخدمات باستثناء الغذاء والطاقة، وذلك لأنَّ لها مميّزات تميّزها عن السلع الأخرى؛ بسبب الضرورة والحاجة الملحة لها والزيادة الطبيعيّة الموسميّة لها كأوقات الصيف أو الشتاء.^[٤]

تضخم الأجور Wage Inflation

فعندما ترتفع أجور العمال بشكل منافس وأسرع من التكلفة المعيشيّة يحدث هذا النوع من التضخم في الأجور، وهنالك ثلاث حالات لحدوثه أولها، عند وجود نقص في العمالة على وظائف معّينة ويحدث النقص في العمالة عندما تكون البطالة أقل من 4%، وثانيها عند قيام النقابات العماليّ والجهات الحكوميّة والرسميّة بتحديد الحدّ الأدنى من أجور العمال بشكل أعلى من أيّ وقت سابق مثل التفاوض الذي قامت به النقابات العماليّة على رواتب أعلى لعمال السيارات في التسعينيات، وثالثها عند قيام العمال بالتحكّم بشكل فعال في رواتبهم ومثالها عندما يتحكم المدراء التنفيذيون بشكل فعّال في رواتبهم من خلال الجلوس في العديد من مجالس إدارة الشركات، وجميع هذه الحالات تؤدي إلى تضخم الأجور.^[٤]

تضخم الأصول Asset Inflation

تحدث فقاعة الأصول أو تضخم الأصول عند الزيادة المستمرّة في أسعار فئة واحدة من الأصول، وغالباً ما يتم تجاهل الزيادة في الفئة الواحدة وحمل هذه الزيادة على أنَّها زيادة طبيعيّة لن تضر بالاقتصاد ككل ولا يتم اعتبارها كحالة تضخم لأنَّ الزيادة لم تكن في جميع أنواع السلع والخدمات، ولكنَّ أزمة الرهن العقاريّ كانت عالية المخاطر وكذلك الأزمة الماليّة العالميّة اللاحقة التي أظهرت كيف يمكن أن يكون تضخم الأصول غير الخاضع للرقابة ضارًا، وهنالك أربعة أنواع من التضخم في الأصول:^[٤]

• تضخم الأصول - الغاز Asset Inflation -- Gas
• تضخم الأصول - النفط Asset Inflation -- Oil
• تضخم الأصول - الغذاء Asset Inflation -- Food
• تضخم الأصول - الذهب Asset Inflation -- Gold