ما هي العوامل المؤثرة على ميزانية الأسرة؟

يدل مفهوم ميزانية الأسرة Family Budget على الخطة التي تضعها الأسرة الواحدة للتحكم بتدفق الأموال الواردة إليها والصادرة منها، بمعنى آخر فهي طريقة منظمة تهدف إلى ضبط مصروفات وإيرادات الأسرة والأفراد الذين يمثلونها، وذلك خلال مدة زمنيّة محددة، وعادةً ما تكون لمدة شهر أو عام، ومن الممكن تخصيص ذلك باستخدام النسب المئويّة لكل جهة من جهات الإنفاق اعتمادًا على حجم الدخل الذي تحصل عليه الأسرة، وتتشابه فكرة ميزانيّة الأسرة مع ميزانية الدولة في إدارة نفقاتها، هذا ويعد الهدف الأساسيّ من إعداد هذه الميزانيّة هو التأكد من عدم الإنفاق بصورة تفوق الإيرادات؛ مما يعني حصول عجز في الميزانيّة لدى العائلة وارتفاع فرصة احتياجهم ولجوئهم إلى الديون أو الاقتراض، في حين أنَّها تضبط السلوك الفرديّ، وتزيد من شعور أفراد الأسرة ببعضهم البعض.^[١]

ما هي العوامل المؤثرة في ميزانية الأسرة؟

تعد الميزانيّة بشكلٍ عام مهمةً لجميع الجهات، سواءً ما كان على مستوى الدولة، أم المؤسسة، أم العائلة أم الأفراد، بحيث تعمل على تنظيم أوجه الإنفاق لديهم، والذي بدوره قد يقلل من حاجتهم إلى المزيد من الأموال لسد احتياجاتهم، فإعطاء الأولوية إلى الأمور الأساسيّة سيساهم في النظر إلى الأمور الأخرى على أنَّها احتياجات ليست ضروريّة ويمكن الاستغناء عنها، هذا وتتأثر الميزانيات جميعها بمجموعة من العوامل، الأمر الذي حدد طبيعتها وأقسامها وطريقة توزيع الدخل فيها، ويمكن تحديد العوامل الأساسيّة التي تؤثر في ميزانيّة الأسرة من خلال ما يأتي:^[٢][٣]

إجمالي دخل الأسرة

تعتمد ميزانيّة الأسرة بشكلٍ أساسيّ على حجم المال المتوفر لديها، بحيث يتم جمع كامل الدخل الذي تتلقاه العائلة من كافّة الأفراد في فترة زمنيّة محددة لمعرفة حجم الدخل الإجماليّ للأسرة ككل، وفي الأسر ذات الدخل المنخفض يكون الإنفاق أكبر على الطعام والاحتياجات الأساسيّة كالمسكن والملابس الضروريّة وما إلى ذلك، في حين أنَّ نفقات الأسر ذات الدخل المرتفع والغنية نوعًا تنفق أكثر على الترفيه والتعليم والكماليات الأخرى.

حجم الأسرة وتكوينها

يعتمد الإنفاق الذي تقوم به الأسر على حجم الأسرة وطبيعة الأعمار التي تتكون منها الأسرة، بحيث لا تنفق الأسر التي تتكون من ثلاثة أشخاص نفس الحجم من الإنفاق الذي تحتاجه الأسرة التي تتكون من ست أو سبعة أشخاص مثلًا، فكلما زاد عدد الأشخاص في الأسرة كلما زاد الإنفاق وبالتالي فقد تقل حصة كل فرد من المصروف المخصص له، ويعتمد ذلك أيضًا على المرحلة العمريّة التي يعيشها أفرد الأسرة، فالأطفال يحتاجون إلى مصاريف أكبر من الأشخاص الراشدين، وكذلك الأمر للكبار في العمر، وما إن كان الأفراد يدرسون، أم قد تخرجوا وما إلى ذلك.

مراحل حياة الأسرة

يختلف حجم الإنفاق الذي تقوم به الأسرة بناءً على المرحلة التي تمرّ فيها، فعند بداية تأسيس العائلة لن يحتاج الزوج والزوجة إلى الحجم نفسه من الإنفاق الذي سيحتاجونه بعد فترات من زواجهم وإنجابهم أطفالًا، ولكن قد يظهر للأسر المتزوجة حديثًا بعض أوجه الإنفاق كالقيام بشهر العسل، أو الاهتمام بالأثاث الخاص بالمنزل أو إنجاب المولود الأول، ومن ثم البدء بمرحلة تعليم الأطفال وما يخص ملابسهم، ومن هذا القبيل، بينما تحتاج الأسر الكبيرة والأقدم نوعًا ما إلى نفقات أكبر كتدريس الأولاد بالجامعات أو تحضير زفافهم ومساعدتهم للبدء في حياتهم الخاصة.

عمل أفراد الأسرة

تعتمد ميزانيّة الأسر أيضًا على حجم الدخل الذي تحصل عليه، والذي يتربط بعدد أفراد الأسرة العاملين وطبيعة وظائفهم ومقدار الأجور التي يتقاضاها كل منهم، فالأسرة التي تعمل فيها الزوجة سيكون دخلها أكبر من الأسرة التي لا يعمل فيها سِوى رب الأسرة، والحال مماثل إن كان الأولاد أيضًا يعملون، مما يساهم في دعم قدرة الأسرة على الإنفاق.

احتياجات وأهداف الأسرة

تلعب احتياجات الأسرة عاملًا مهمًا في تحديد حجم النفقات التي تقوم بها وبالتالي التأثير في هيكلة الميزانيّة الخاصة بها؛ فمثلًا الأسر التي تلتزم بدفع قرض، فإنَّه يتوجب عليها تخصيص جزء من دخلها لسد هذا الالتزام، كما هو الحال عند شراء الأسرة لمنزل أو سيارة عن طريق البنك، أو من خلال الدفع بالأقساط، فإنَّ ذلك كله سيؤثر في حصص الأفراد من الدخل والطريقة التي سيقسم بها الدخل على الأسرة واحتياجاتها.

المكان الذي تعيش فيه الأسرة

يختلف حجم الإنفاق بناءً على المكان الذي توجد فيه الأسرة، فمثلًا إن تواجد الأسرة في منطقة الريف يوجب عليها إنفاق المزيد من الأموال على المواصلات والطعام، بينما يعد تواجد الأسرة في المدينة أمرًا يستوجب إنفاق المزيد من الأموال على الترفيه والتعليم والملابس أكثر من غيره، وأيضًا يرتبط الأمر بمستوى الأسعار في الدولة التي تقطنها الأسرة واختلاف مستوى المعيشة من دولة إلى أخرى.